|
|
المؤتمر العلمي الرابع لجامعة عدن جودة التعليم العالي نحو تحقيق التنمية المستدامة 11-13 أكتوبر 2010 الكتاب الثالث واقع ضمان الجودة للبرامج الأكاديمية لكليات جامعة عدن
دار جامعة عدن للطباعة والنشر 2011 برعاية |
|
|
|
|
ثانيا : جهود الجامعة لضمان جودة البرامج الأكاديمية1.2 المناهج: عملت جامعة عدن منذ تأسيسها على الاستجابة لمتطلبات التطور الاجتماعي والاقتصادي في المجتمع، والتعاطي مع المتطلبات المتصاعدة من التعليم العالي التي أحدثتها الثورة العلمية والتكنولوجية، وذلك من خلال الاهتمام منذ وقت مبكر بتطوير النوعية الأكاديمية لبرامجها، والحرص على تحقيق جودة مخرجاتها. وخطت الجامعة خطوات ملموسة من أجل تحقيق ذلك وأصدرت اللوائح والتشريعات التي تضمن من خلالها تحقيق رؤيتها ورسالتها العلمية وأهدافها في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بدرجة عالية من الكفاءة والاقتدار. ويرتبط تحقيق الجامعة لمهامها بتطوير نوعية وفاعلية التخطيط للعملية التعليمية وتهيئة الظروف الملائمة لتطويرها المستمر. ويعتبر تخطيط المناهج وتطويرها جوهر التخطيط للعملية التعليمية والتي على نوعيتها تتأثر سلباً أو إيجاباً نوعية مخرجات التعليم الجامعي. ولذلك حرصت جامعة عدن منذ تأسيسها في سبتمبر1975على التطوير المستمر لمناهج مختلف البرامج الأكاديمية في كلياتها ومراكزها العلمية بما يساعد في تطوير النوعية الأكاديمية لهذه البرامج وبما يحقق جودة مخرجاتها. وكأي جامعة ناشئة واجهت جامعة عدن كثير من الصعوبات، تمثل أهمها في التناقض بين الرغبة والطموح لتحقيق الجودة العالية لبرامجها، وبين محدودية خبرة كادرها القيادي في المستويات الأكاديمية والإدارية المختلفة، وكذا ضعف بنيتها التحتية والشح في إمكانياتها ومواردها المالية في السنوات الأولى لتأسيسها، فضلا عن عدم كفاية ما توفر من لوائح وأنظمة في التحديد الواضح لسياسة الجامعة فيما يتعلق بتنفيذها لأهدافها كما رسمها القانون رقم (26) لعام 1975. ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الجامعة بهذا الصدد إلا أن محدودية خبرتنا في مجال التعليم الجامعي وضعف ترسخ تقاليد أكاديمية ثابتة فيه في الماضي القريب، واعتمادنا في أحوال كثيرة على خبرات وتقاليد أكاديمية متنوعة، ساعد في إيجاد أرضية خصبة لتوسيع دائرة الاجتهاد المستند إلى الرؤى الذاتية في كثير من الأحيان، نتج عنه تنوع واختلاف في أساليب وإجراءات القيادة والتنفيذ للعملية التعليمية من كلية لأخرى وفي إطار الكلية ذاتها إذا ما تغيرت قيادتها بأخرى ذات خبرة أكاديمية مختلفة عن سابقتها. كما لم تتبلور في جامعة عدن في سنوات تأسيسها الأولى أسس موحدة وآليات واضحة لتطوير المناهج، نتيجة للعديد من الأسباب أوضحتها وثيقة المناهج المقدمة للمؤتمر الأول للتعليم العالي المنعقد في ابريل 1981م، والتي من أهمها ضعف دور المجلس الأعلى للتعليم العالي في وزارة التربية والتعليم آنذاك باعتباره الجهة المخولة رسمياً لرسم سياسة التأهيل في التعليم الجامعي، وإقرار خططه وبرامجه التعليمية، فتهيأت نتيجة لذلك استقلالية شبه كاملة لجامعة عدن وكلياتها لتخطيط العملية الأكاديمية، وتميز تخطيط المناهج الدراسية كأحد جوانب تخطيط العملية التعليمية في الجامعة باستقلالية شبه مطلقة للكليات والأقسام العلمية (وثائق المؤتمر الأول للتعليم العالي،1981م). ورغم ذلك فقد استشعرت جامعة عدن منذ وقت مبكر بأهمية وموقع المناهج في منظومة العمل الأكاديمي في الجامعة، وفي تحقيق وحدة التخطيط والقيادة للعملية التعليمية في مختلف البرامج الدراسية. ولذلك فقد تصدرت المناهج جدول أعمال المؤتمر الأول للتعليم العالي المنعقد في ابريل عام 1981م. وقد تم في ذلك المؤتمر صياغة مشروع جديد لقانون الجامعة، وكذا مجموعة كبيرة من اللوائح والأنظمة المنظمة لمختلف جوانب حياة الجامعة، فضلا عن إعداد مناهج متكاملة لمختلف برامج الجامعة. واستناداً إلى توصيات المؤتمر الأول للتعليم العالي 1981م، تأسست في جامعة عدن إدارة جديدة ضمن الإدارة العامة للشؤون التعليمية، تُعنى بشئون تطوير المناهج وتقييمها في جامعة عدن. وكأي إدارة حديثة فقد رافق نشاطها لإنجاز المهام المحددة في لائحة تأسيسها عدد من الصعوبات الموضوعية والذاتية، كان من أبرزها عدم وجود لائحة تنظيمية للمناهج، بما يحقق توحيد المنطلقات والأسس والمبادئ التي ينبغي الاستناد إليها في تطوير المناهج وتقييمها في مختلف كليات الجامعة، وكذا عدم وضوح آلية عملها وتداخل مهامها التخطيطية والإشرافية بمهام الأقسام العلمية، واللجان العلمية التخصصية المسئولة عن إعداد المناهج، فضلا عن عدم توفر الكادر المؤهل في المناهج لتنفيذ مهامها. وقد ساعد هذا الواقع في إيجاد شرخ في علاقة إدارة المناهج بالكليات وأقسامها العلمية، وضعفت إلى حد ما فاعليتها، وضعف الاهتمام بها وتجمد بعد ذلك نشاطها تدريجيا في عام 1988م. لقد كان من الموضوعية بمكان الوقوف أمام أوضاع الإدارة وتصحيحها، واقتراح السبل والوسائل الكفيلة بتطوير فاعلية عملها وتحقيق أهدافها، لا إلى تجميد وإلغاء دورها وهو ما أحدث فراغاً أكاديمياً وإدارياً تنبه إليه المؤتمر الثاني لجامعة عدن المنعقد في العام 1995م، وأوصى بضرورة تأسيس إدارة عامة للمناهج في جامعة عدن كتأكيد على أهمية دورها في التخطيط والإشراف على العملية التعليمية والمساهمة في تطويرها، وللتعاطي مع المستجدات الجديدة فيما يتعلق بتطوير المناهج وتقييمها فضلا عن تقويم البرامج وتطوير جودتها. ولتحقيق رؤية الجامعة في تطوير فاعلية برامجها الأكاديمية شهد عام 1995م تأسيس الإدارة العامة للمناهج والتي تم تطويرها في عام 2000م إلى دائرة تقويم وتطوير الأداء الأكاديمي ويقوم بهذا الدور حاليا مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة الذي تأسس في ابريل 2009م. ومن الخطوات المهمة التي أقدمت عليها الجامعة بعد تأسيس الإدارة العامة للمناهج، وفي مسعاها لضمان جودة برامجها الأكاديمية، أصدر مجلس الجامعة في العام 1998 قرارا بتوحيد مناهج كليات التربية في جامعة عدن. واعتُبرت هذه الخطوة بمثابة المنطلق نحو وضع أسس ومبادئ موحدة للمناهج في كليات الجامعة المختلفة. واستكمالا لقرار مجلس الجامعة أصدر رئيس الجامعة قرارا بتكليف لجنة علمية عليا لتطوير مناهج موحدة لكليات التربية، ترأسها رئيس الجامعة شخصيا، وضمت في عضويتها النائب الأكاديمي لرئيس الجامعة فضلا عن نخبة من أساتذة كليات التربية. وقد ساعد العمل الكبير الذي قامت به اللجنة العليا لتطوير مناهج كليات التربية واللجان العلمية الفرعية المنبثقة عنها لما يقرب من ستة أشهر، وورش العمل التي صاحبت عملية التطوير ، في تراكم الخبرات التربوية لأعضاء هيئة التدريس المشاركين في عملية التطوير ، كما أدى إلى تكوين رأي عام في الجامعة عن جسامة المهام التي ينبغي أن يضطلع بها القائمون على تطوير المناهج، وضرورة الاستفادة من تجربة تطوير مناهج كليات التربية وتعميمها على مختلف كليات الجامعة. وأهم من كل هذا ومن منطلق أن عملية بناء المناهج كما يرى (جلاتهورن، 1987، ص302) هي في حد ذاتها" عملية سياسية، تتطلب بالضرورة الحصول على تأييد ذوي النفوذ حتى تسير العملية بسهولة ويسر" فقد كسبت عملية بناء المناهج كثير من المناصرين، يأتي في المقدمة منهم رئيس الجامعة، وهذا مكسب كبير ساعد في نجاح عملية تطوير مناهج كليات التربية، وعمليات التطوير الأخرى التي تحققت فيما بعد لتطوير النوعية الأكاديمية لبرامج جامعة عدن. وبالاستفادة من تجربة تطوير مناهج كليات التربية، ومن أجل تعميمها، واستجابة لمتطلبات التطوير النوعي للبرامج الدراسية في مختلف كليات الجامعة تحقق في عام 1999م إصدار أول لائحة لتطوير المناهج في جامعة عدن، أرادت الجامعة من خلالها ضمان وحدة القيادة والتنفيذ للعملية التعليمية فيها. فمن دون أسس ومعايير علمية واضحة تضعف إمكانيات الجهاز الأكاديمي بمستوياته المختلفة في قيادة العملية التعليمية، وينعكس هذا سلباً على نوعيتها، ويتأثر نتيجة له مستوى تأهيل خريجيها وهو ما يمكن أن ينعكس سلباً على سمعة الجامعة ويضعف مكانتها. وقد حددت اللائحة الأسس العامة لتطوير المناهج والتصديق عليها لكافة البرامج التي تنفذها الكليات والمراكز والمعاهد التابعة للجامعة، ويحصل الطالب بموجبها على الشهادة الجامعية الأولى أو على دبلوم لمدة لا تقل عن عامين بعد الثانوية العامة. كما تم من خلالها أيضا توضيح مكونات المناهج وآلية تطويرها، وتحديد اختصاصات الجهات المختلفة في الجهاز الأكاديمي المشاركة في عملية تخطيط المناهج فيما يتعلق بالإشراف والرقابة على سير العملية التعليمية في الجامعة. وحددت لائحة المناهج المبادئ والأسس التي ينبغي أن يُستند إليها في تطوير المناهج كالآتي(لائحة المناهج،1999):
ويتم تخطيط المناهج في جامعة عدن في مستويين أحدهما مركزي والآخر لا مركزي. ولذلك تتكون المناهج من وثائق مركزية وهي الخطط الدراسية،وخطط المساقات الدراسية، وتصدر بقرار من رئيس الجامعة بعد مصادقة مجلس الجامعة عليها، وأخرى لا مركزية وهي الوحدات الدراسية ( تفاصيل خطط المساقات الدراسية، والتي ينبغي تسليمها للطلبة في بداية كل فصل دراسي)، وتصدر بقرار من عميد الكلية. وتتكون الخطة الدراسية من العناصر الأساسية الآتية:
وتتكون خطة المساق الدراسي من العناصر الأساسية الآتية:
واعتبرت الخطط الدراسية وخطط المساقات الدراسية وثائق مركزية من أجل ضمان استقرار واستمرارية الدراسة وتحقيق الثبات الضروري للعملية التعليمية كهدف تربوي واقتصادي، وحتى لا تكون عرضة للتعديل والتغير المستمر غير المنظم، لكون مثل هذا التغيير يمثل أحد عوامل فقدان السيطرة على قيادة العملية التعليمية، فكيف يمكن قيادة وتقويم تطور الطالب أثناء الدراسة إذا كانت المناهج غير ثابتة، وتخضع للتغيير والتعديل المستمر. على أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال جمودها وعدم مواكبتها للتطورات العلمية. فتساعـد الخطة الدراسية في تحقيق الثبات الضروري للعملية التعليمية لمرحلة طويلة نسبيا، ويمكن ممكنا من خلال خطط المساقات الدراسية وفي فـترة زمنية قصـيرة الاستجابة لضرورات التجـديد والتغـيير. وبذلك فإن الخطط الدراسية وخطط المساقات الدراسية كمناهج مركزية تخدم بصورة أساسية تحقيق الآتي:
وتخدم الخطط الدراسية والمساقات الدراسية وفقا لهذه المهام وضع إستراتيجية عامة للعملية التعليمية، ولكنها في حد ذاتها لا تخدم بصورة مباشرة قيادة النشاط اليومي لعضو هيئة التدريس في قاعات الدرس، الأمر الذي يستوجب ترجمة هذه الخطط العامة إلى خطط تفصيلية للمساقات الدراسية(الوحدات الدراسية) وفقاً لخصوصية الأقسام العلمية وإمكانياتها، وظروف العملية التعليمية في الكلية المعنية. وتعد الأقسام العلمية هي خير من يقوم بهذه المهمة وفقاً لضوابط معينة لتجاوز الإشكاليات العديدة الناتجة عن الاستقلالية المطلقة لعضو هيئة التدريس في تحديد تفاصيل مساقه الدراسي ومن أجل المساعدة أيضا في تحقيق المهام الآتية:
وبتأسيس الإدارة العامة للمناهج كجهة تخطيطية وإشرافية وبحثية (حاليا مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة) ووضع النظم والتشريعات المنظمة لعملها توفرت ظروفا ملائمة لتطوير شكل ومضمون المناهج في كليات الجامعة المختلفة، فضلا عن تحديد مسؤوليات الجهاز الأكاديمي بمختلف مستوياته وتفعيل دوره في قيادة ومراقبة سير العملية التعليمية في الكليات وأقسامها العلمية، عدى عن المساعدة التي قدمتها من أجل تحقيق تطوير نوعي للعملية التعليمية في مختلف برامج الجامعة والتي من أهمها ما يأتي:
وعملت كليات الجامعة بالاستناد إلى لائحة المناهج على تطوير مناهجها، وأصبح لديها مناهج مبنية على أسس علمية مواكبة لتطورات البحث التربوي في هذا المجال ومنظمة وموثقة لدى الكليات وأقسامها العلمية، وفي متناول أعضاء هيئة التدريس. 2.2: تقويم التعلم: حرصت جامعة عدن منذ تأسيسها على تنظيم أساليب وإجراءات تقويم تعلم الطلبة من خلال لائحة النظام الدراسي الموحد، ولائحة الامتحانات، التي يتم تطويرها من وقت إلى آخر للاستجابة لما يستجد من صعوبات قد رافقت تطبيقها، وكذا للاستجابة لمتطلبات تطوير عملية التقييم. ويتم حاليا تقويم تعلم الطالب في جامعة عدن وفقا للائحة تنظيم الامتحانات الصادرة بقرار رئيس الجامعة رقم (261) لعام 1998م. وقد حددت اللائحة المتطلبات المختلفة لعملية التقويم وإجراءات تنظيم السعي الفصلي للطلبة والامتحانات النهائية. وحاولت الجامعة من خلال هذه اللائحة أن تضمن الاستجابة للمتطلبات والمعايير المتعارف عليها في الجامعات والمتعلقة بتقويم التعلم باعتباره من الجوانب المهمة لتحقيق جودة البرامج الأكاديمية. وفضلا عن إجراءات وضوابط الدورة الامتحانية، وحقوق أطراف العملية الامتحانية، حددت اللائحة أيضا العقوبات المتخذة بحق الطالب وعضو هيئة التدريس في حال مخالفة تنفيذ مواد اللائحة. وفضلا عن ما سبق استعراضه ساعدت لائحة النظام الدراسي الموحد ولائحة تنظيم الامتحانات في تحقيق الآتي:
ورغم الايجابيات الكثيرة التي وفرتها لائحة تنظيم الامتحانات كدليل لقيادات الكليات وأقسامها العلمية، وكذا لأعضاء هيئة التدريس والطلبة فضلا عن تحقيق وظائف تقويم تعلم الطلبة، إلا أن تطبيقها في الواقع العملي رافقته بعض السلبيات. ومن هذه السلبيات على سبيل المثال، عدم التعاطي الجيد في بعض البرامج مع التقويم التكويني للطلبة، بحيث يتم تأجيله إلى نهاية الفصل الدراسي وفي مواعيد قريبة من موعد الامتحانات النهائية، وأصبحت مجرد متطلبات لحصول الطالب على الدرجات والتقديرات فحسب، مما يفقد التقويم التكويني لوظائفه الأساسية والتي في المقدمة منها متابعة تقدم مستوى تحصيل الطالب أثناء الفصل الدراسي، وتعريفه بمستواه الحقيقي، وتزويده بالتغذية الراجعة الضرورية، والتعرف على صعوبات الطلبة، وتقديم الدعم والرعاية لمن يستحقها منهم، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بتطوير تحصيلهم والحد من تخلفهم الذي قد يؤدي بهم للتسرب. وفضلا عن ذلك توجد الحاجة أيضا إلى تطوير تقويم تعلم الطالب بحيث يتصف بالشمولية والاستمرارية، وأن يتم تنويع أساليبه في ارتباط بمخرجات التعلم المقصودة التي ينبغي أن يحققها المساق الدراسي والبرنامج. ولذلك توجد الحاجة لتطوير بعض مواد لائحة الامتحانات بما يتلاءم ومتطلبات تقويم البرامج، ومن أجل مساعدتها في وضع نظام بالتقويم المستمر لتعلم الطلبة، والاستفادة من نتائجها في حصول الطلبة وأعضاء هيئة التدريس للتغذية الراجعة. ولا يعتمد تطوير فاعلية تقويم التعلم على تطوير أو تعديل بعض مواد لائحة الامتحانات بل ينبغي أن يتزامن ذلك مع تطوير كفايات تقويم التعلم لدى أعضاء هيئة التدريس. فمهما كانت نوعية هذه اللوائح، فإنه من المهم أن تتم أساليبه وإجراءاته بمهنية عالية، وأن يتم الأخذ بعين الاعتبار المعارف المتراكمة في البحث التربوي عن تقويم التعلم. ويتطلب تحقيق ذلك امتلاك أعضاء هيئة التدريس لمعارف ومهارات تقويم التعلم وأساليبه وإجراءاته، وبخاصة إلمامهم بعمليات بناء الاختبارات والامتحانات، والإفادة من نتائجها في تطوير فاعلية العملية التعليمية. 3.2: جودة فرص التعلم: ليس بالمناهج وحدها تضمن المؤسسة التعليمية فاعلية وجودة برامجها. وإنما تتفاعل وتتداخل عوامل كثيرة فيما بينها، ويتحدد على نوعيتها جميعا نوعية البرنامج الدراسي وجودته. ومن هذه المكونات فرص التعلم التي توفرها هذه البرامج مثل: طرق التعليم والتعلم، مصادر التعلم، متابعة تقدم تحصيل الطلبة أثناء الدراسة والدعم الطلابي. ولذلك لا ترتبط نوعية البرامج سلبا أو إيجابا بنوعية المناهج فحسب، بل قد يكون أيضا لطبيعة ونوعية الممارسات التدريسية التي رافقت تطبيقها علاقة مباشرة بذلك. ويأتي في المقدمة منها نوعية فرص التعلم التي يوفرها البرنامج التي ربما لم يتم توظيفها وفقا لطبيعة مخرجات التعلم ومن أجل تحقيقها. وسنحاول فيما يأتي إلقاء مزيد من الضوء على واقع فرص التعلم التي توفرها البرامج في جامعة عدن، والجهود المبذولة للارتقاء بها إلى الأفضل. 1.3.2 طرائق التعليم والتعلم: لا تعتمد نوعية ما يتعلمه الطلبة على نوعية المعارف التي حددها المنهج وأعدها وهيأها لهم عضو هيئة التدريس فحسب، وإنما يعتمد أيضا وبصورة كبيرة على كيف تم تعليمهم تلك المعارف، وما هي الإمكانيات التي تم توفيرها لعضو هيئة التدريس والطالب من أجل تحقيق ذلك. وقد حرص المشرع اليمني في القانون العام للتعليم وقانون الجامعات اليمنية على أهمية الاستخدام المتنوع لاستراتيجيات التدريس وطرق التعليم والتعلم، بما يحقق تحقيق النوعية العالية للتعليم في البلاد. وقد حرصت جامعة عدن على ترجمة تلك النصوص في لائحتها التنظيمية، ولائحة النظام الدراسي وجسدته أيضا لائحة المناهج. ورغم ذلك فإن التشريعات لوحدها غير كافية لتحقيق التطلعات والمقاصد إذا لم يتم تحديد الإجراءات وتوفير الإمكانيات والبيئة التعليمية الملائمة لتحويلها إلى واقع وممارسة حقيقية في قاعات الدراسة. ومع أنه من الصعوبة بمكان إصدار أحكام مطلقة على واقع التدريس في جامعة عدن، لعدم توفر دراسات ميدانية معمقة عنه، فإن الصورة العامة له لا تختلف كثيرا عن واقع حاله في كثير من الجامعات اليمنية والعربية، والتي تستخدم طرق تدريس تقليدية، وتتسيدها المحاضرة. إن التدريس بطبيعته فن من الفنون الراقية، إنه نشاط إبداعي وترتبط نوعيته بنوعية ثقافة المدرس ومستواه العلمي، وقدراته ومهاراته التربوية ووعيه بطبيعة مهنة التدريس. وفضلا عن ذلك يرتبط الاستخدام المتنوع لاستراتيجيات وطرق التدريس بنوعية نظام الدراسة، ونوعية بيئة التعليم والتعلم والى أي مدى تسمح بهذا التنويع لطرق التدريس وتوفير الفرص للطالب للدراسة الذاتية والبحث وممارسة العمل العلمي المستقل. واهتم مخططو المناهج في جامعة عدن بالاستخدام المتنوع لاستراتيجيات وطرق التدريس، وايلاء الاهتمام بصورة خاصة بتطوير الدراسة الذاتية والعمل العلمي المستقل للطلبة، ولكن ظروف كثيرة قد حالت دون ترجمتها إلى واقع ملموس في قاعات الدراسة، تعمل الجامعة حاليا على التغلب عليها، ومن أبرزها مستوى الثقافة التربوية لعضو هيئة التدريس، ضعف تقنيات التعليم الحديثة، عدم ملاءمة كثير من قاعات الدراسة لاستخدام استراتيجيات وطرق تدريس متنوعة، فضلا عن واقع المكتبات وتقنية المعلومات التي تحتاج إلى تطوير جذري، وكل هذه معوقات قد يساعد إعطاء الجامعات اليمنية مزيد من الاستقلال الذاتي لتجاوزها والتغلب عليها. 2.3.2 هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة: يعد أعضاء هيئة التدريس من أهم مصادر التعلم المتاحة للطلبة. ولذلك فإنه من المهم امتلاكهم للمعرفة والفهم الكامل للمساقات الدراسية التي يقومون بتدريسها، ويمتلكون أيضا المهارات الضرورية والخبرات التي تمكنهم من نقل المعارف والفهم إلى طلبتهم بصورة فاعلة باستخدام مجموعة من طرائق التدريس، ويعرفون جيدا كيفية حصولهم على التغذية الراجعة عن أدائهم. ولضمان تحقيق ذلك ينبغي أن يكون لدى مؤسسات التعليم العالي اللوائح والنظم، وآليات واضحة ومحددة تضمن من خلالها أن جميع أعضاء هيئة التدريس المشاركين في التدريس مؤهلين للقيام بذلك. وفضلا عن مراعاتها لمعايير اختيارهم وقبولهم ضمن قوام هيئة تدريسها، ينبغي أن تضمن مؤسسات التعليم العالي أيضا من خلال إجراءات التوظيف والتعيين، أن جميع أعضاء هيئة التدريس، وعلى وجه الخصوص هيئة التدريس المستجدة، يمتلكون الحد المقبول من الكفاءة العلمية، وأن توفر لهم الفرص اللازمة لتطوير وتوسيع مهاراتهم التدريسية وضمان نموهم المهني، فضلا عن تحديد المؤشرات والاستعانة بتقويم عملهم التدريسي من مقيمين خارجيين، بما يساعدها في نقل غير القادرين منهم على النمو المهني لممارسة أنشطة أخرى غير التدريس. ولذلك وفضلا عن الاهتمام بالنوعية الأكاديمية لمناهجها، وتنظيم التشريعات المختلفة لضمان فاعلية المعايير الأخرى للبرامج، اعترفت جامعة عدن منذ وقت مبكر بالدور الأساسي والمهم لعضو هيئة التدريس في العملية التعليمية، باعتباره الحلقة الرئيسة في عملية التطوير وضمان الجودة، ويتوقف على مستوى تأهيله الأكاديمي، وإعداده التربوي وموقفه الشخصي واستعداده لترجمة سياسات الجامعة إلى واقع ملموس في قاعات الدرس نوعية العملية التعليمية وفاعلية مخرجاتها. واستجابت جامعة عدن لمتطلبات تطوير نوعية العملية التعليمية باعتبارها من المتطلبات الأساسية لضمان جودة برامجها الأكاديمية، وسعت من أجل التطوير النوعي لعضو هيئة التدريس أكاديمياً ومهنياً، ووضعت لوائح منظمة لذلك مثل: لائحة تعيين عضو هيئة التدريس في الجامعة، لائحة الإيفاد الخارجي لمواصلة تأهيله العلمي، ولائحة الترفيع الأكاديمي وغيرها. وتعكس هذه اللوائح قناعة الجامعة وسعيها واهتمامها بخلق عضو هيئة تدريس مبدع وخلاق ومتميز ثقافة وعلما وبحثا، يشعر بانتمائه نحو جامعته ووطنه، ويوظف كل قدراته لتحديث مجتمعه وجامعته، ويتحين جاهدا كل فرصة متاحة لتحقيق الذات. وفيما يتعلق بمعايير اختيار عضو هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة وقبولهم ضمن قوام هيئة تدريس الجامعة، أصدرت جامعة عدن لائحة خاصة بالتعيين والترقية بقرار رئيس الجامعة رقم (130) لعام 1996م، كتطوير للائحة القديمة، ثم تم تطويرها مرة أخرى بقرار رئيس الجامعة رقم (185) لعام 2000م. وقد حددت اللائحة شروط التعيين وإجراءاته، فضلا عن شروط تثبيت عضو هيئة التدريس في الجامعة. ومن شروط تعيين عضو الهيئة التدريسية، والتدريسية المساعدة أن يحمل الجنسية اليمنية، وان لا يتجاوز عمر المتقدم للتعيين باللقب العلمي معيد ومدرس مساعد 28 -30 من العمر على التوالي، فضلا عن حصول المعيد على الشهادة الجامعية الأولى، وحصول المدرس المساعد على الشهادة الجامعية الثانية، وحصول الأستاذ المساعد على الشهادة الجامعية العليا، فضلا عن حصول المتقدمين جميعا بغض النظر عن نوع شهاداتهم على تقدير ممتاز أو جيد جدا. ويخضع جميع المتقدمين لاختبار مفاضلة في مجال التخصص، فضلا عن ثلاثة اختبارات أخرى في اللغتين العربية والانجليزية ومهارات تكنولوجيا الكمبيوتر والمعلومات. وتتم هذه الاختبارات بسرية وشفافية تامة، ويشرف على إجرائها لجنة علمية برئاسة نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، ويصادق على نتائجها المجلس الأكاديمي، وتقر من مجلس الجامعة. وتتم جميع التعيينات لفترة تجريبية مدتها سنتان بالنسبة للمعيدين والمدرسين المساعدين، و3 سنوات للأساتذة المساعدين، ولا يتم تثبيت المُعّين إلا بقرار من مجلس الجامعة استنادا إلى تقرير تقييمي من القسم العلمي والكلية عن مدى صلاحيته للعمل ضمن الهيئة التدريسية أو المساعدة، فضلا عن اجتيازه لدورة التأهيل التربوي التي تنظمها الجامعة. وتضمن الجامعة من خلال هذه الإجراءات قبول أعضاء هيئة تدريس متميزين في مستواهم الأكاديمي، وتعمل على تطويره بالنسبة للمعيدين والمدرسين المساعدين من خلال مواصلة دراساتهم العليا في الداخل أو الخارج، ومن خلال البحث العلمي والمشاركة في المؤتمرات والندوات الداخلية والخارجية، وكذا إجازة التفرغ العلمي بالنسبة لحملة الألقاب العلمية الأعلى. كما تعمل الجامعة أيضا على الاهتمام بالنمو المهني لمنتسبيها كافة، وتوفر لهم مختلف الفرص لذلك والتي من أهمها دورات التأهيل التربوي التي تنظمها الجامعة بصورة منتظمة. القوام الإجمالي للهيئة التدريسية ومساعديهم :بلغ إجمالي أعضاء هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة في الجامعة (1915) عضواً خلال العام الجامعي 2009/2010، بنسبة زيادة تصل إلى ما يقارب (29.6%) مقارنة بالعام الجامعي (06/2007)، وإلى ما يقارب ضعف ما كان عليه عدد الأعضاء في عام (90/1991) كما سيتبيّن بعد. أما فيما يتعلق بخصائص أعضاء هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة، فيمكننا إيجازها على النحو التالي:
- التوزيع التراكمي بحسب التصنيف للكليات على أساس مجموعات متجانسة:يمدنا الجدول التالي والشكل البياني المعَّبر عنه بصورة عامة (إجمالية) لتوزيع أعضاء هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة في العام الجامعي (2009/2010) مقارنة بالأعوام السابقة وذلك على هيئة مجموعات لكليات مترابطة ببعضها من زاوية الإطار أو الاتجاه العام للدراسات فيها (كليات التربية، كليات العلوم الإنسانية والاجتماعية، وكليات العلوم الطبيعية والتطبيقية).
* آثرنا وضعها كمجموعة مستقلة بذاتها لأهميتها من حيث الزيادة النسبية في عدد أعضاء هيئة التدريس (الأساسية والمساعدة) وأعداد الطلاب فيها، فضلاً عن تعدد وحداتها بالرغم من أن أقسامها العلمية المتعددة والمتنوعة تتبع – عملياً ومن ناحية التصنيف العام – كل من المجموعة الثانية والمجموعة الثالثة، كما بيّنا من سابق عند توزيع أرقام القيد الطلابي إجمالاً بحسب الكليات والجنس. ويتضح من بيانات الجدول التجميعي ما يلي:
إجمالاً يمكن القول بأن مجموعة كليات التربية قد احتلت المرتبة الأولى من حيث التوزيع النسبي لأعضاء هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة في كل الأعوام موضع المقارنة يليها في الترتيب على التوالي مجموعة كليات العلوم الطبيعية والتطبيقية ومجموعة كليات العلوم الإنسانية والاجتماعية، مع ملاحظة ان نفس هذا الترتيب ظل هو السائد على مر الأعوام الجامعية السابقة. - التوزيع بحسب الكليات:الجدول (أ) والشكل الإيضاحي الوارد أدناه يقدمان صورة شاملة عن توزيع أعضاء هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة بحسب الكليات للعام الجامعي 2009/2010. وبالتدقيق في بيانات كلا الفئتين يتضح:
جدول (أ) توزيع هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة بحسب الكليات للعام الجامعي 2009/2010م
- التوزيع بحسب الألقاب العلمية:من البيانات التفصيلية الواردة في إطار الجدول السابق المبيَّن لأعداد أفراد هيئة التدريس وهيئة التدريس المساعدة بحسب الكليات في العام الجامعي الحالي (2009/2010) يمكننا الوصول إلى النسبة المئوية لمجموع كل فئة من فئات الألقاب العلمية على حده (أي الوزن النسبي لحملة الألقاب في الجامعة ككل) وذلك كما يلي: جدول (ب)
كما يمكن أن نَصِفَ ما تقدم في الرسم البياني التالي لإجلاء الصورة أكثر حول الأوزان النسبية للألقاب العلمية. 2. تطور أعداد هيئة التدريس ومساعديهم في الأعوام 90/1991-2009/2010 (أ) النمو العددي لهيئة التدريس ومساعديهم: شهد قوام هيئة التدريس والهيئة التدريسية المساعدة في جامعة عدن على امتداد السنوات التسعة عشر الماضية، وبدءً من العام الأول لإعادة تحقيق الوحدة المباركة، نمواً ملحوظاً من حيث العدد والمستوى العلمي. وتمدنا الجداول الآتي بيانها أدناه والرسومات البيانية بحقيقة ما ذكر هنا في شئ من التفصيل وذلك على فترات فاصلة زمنياً intervals بالنسبة للخطتين الخمسيتين الأولى والثانية وفترات متصلة على امتداد الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الشاملة (05/2006/09/2010م) تسهيلاً لعمليتي القياس والمقارنة. جدول رقم (ج) يوضح نمو أعداد أعضاء الهيئتين (التدريسية والمساعدة) فترياً خلال الأعوام 90/1991-09/2010م
يتضح من بيانات الجدول رقم (ج) أن عدد أعضاء هيئة التدريس والهيئة المساعدة قد بدأ بصورة متواضعة مع بداية عهد الوحدة المباركة، ما لبث إن زاد في العام 95/96م مباشرة من 691 عضواً عام 90/1991م إلى 841 عضواً عام 95/1996م بنسبة زيادة قدرها 22%. وفي عام 2000/2001م بلغ عددهم 1152 عضواً بنسبة زيادة قدرها 67% قياساًً بعام 90/1991م، وبنسبة زيادة قدرها 37% قياساً بعام 95/1996م. وفي عام 2005/2006م بلغ عددهم 1492 عضواً بنسبة زيادة قدرها 116% قياساً بعام 90/1991م وبنسبة زيادة قدرها 77% و30% قياساً بعامي 95/96 و2000/2001م على التوالي. وفي عام 2006/2007م ازداد العدد الإجمالي إلى ما يزيد عن الضعف بالأرقام المطلقة (1478 عضواً مقارنة بالعدد في العام الجامعي 90/1991) وبنسبة زيادة قدرها 114% قياساً بعام 90/1991م. نفس القول ينطبق على العام 07/2008 حيث بلغت نسبة الزيادة نحو 120% مقارنة بالعام الأول (90/1991). أما بالنسبة للزيادات الفترية وفقاً للأساس المتحرك (أي الزيادة في كل عام مقارنة بالعام السابق) فتصل بالنسبة لأعوام الخطة الخمسية الثالثة (2006-2010) إلى (-0.94%)، (2.7%)،(15.2%)و(9.6%) قياساً بكل عام من أعوام تلك الخطة على التوالي.
|
|
|
|||
|
|
|
|
|
|
|
|||
|
|
|
|
|
|
|
|||
|
|
|
|
|
|
|
|||
|
|
|
|
|
|
تطوير البرامج وتقويمها |
|
||
|
|
|
|
|
|
|
All Rights Reserved. • University of Aden - Academic Development Center 2015