مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة

مقدمة:

يحتاج الملتحقون بمهنة التدريس كقاعدة عامة إلى تأهيل تربوي إضافة إلى تأهيلهم التخصصي باعتبارهما من المتطلبات المهنية الأساسية. ورغم الاستثناء الذي حظي به الملتحقون بالتعليم الجامعي في الماضي لأسباب تتعلق بالتناقض بين حاجة الجامعات الملحة لهم وضعف ميول الكثير من المؤهلين لممارسة مهنة التدريس الجامعي ربما نتيجة للإغراءات المالية وغيرها التي قد تتوفر لهم في المؤسسات الأخرى وغيرها ، إلا أن تحسن ظروف التعليم الجامعي وتحوله إلى مركز جذب للكثير من الكوادر المؤهلة إضافة إلى المتطلبات العلمية والاجتماعية المتصاعدة من التعليم الجامعي وما شهده من إصلاح وتطوير تعتبر كثير من الجامعات في عصرنا الراهن أن حيازة عضو هيئة التدريس على شهادة أو رخصة (Certificate) أمراً ضرورياً لأن تسمح له بممارس التدريس في الجامعة.

ومع الزيادة في أعداد أعضاء هيئة التدريس في التخصصات المختلفة وكخطوة على طريق تطوير الجامعة والعملية التعليمية فيها على وجه الخصوص انتقل مركز ثقل أولويات الجامعة إلى التطوير النوعي لعضو هيئة التدريس أكاديمياً ومهنياً وحظي لذلك التأهيل التربوي لأعضاء هيئة التدريس باهتمام مجلس الجامعة وأتخذ قراراً في نهاية عام 1987م لإعداد دورات للتأهيل التربوي والطرائقي لأعضاء هيئة التدريس، ولم يتسنى البدء بدورات التأهيل التربوي إلا في نهاية العام 1995م حيث تم تنظيم دورة للتأهيل التربوي لأعضاء هيئة التدريس في كلية الطب بمبادرة من الكلية وبدعم شخصي من رئاسة الجامعة .

ونتيجة لردود الفعل الإيجابية التي أحدثتها تلك الدورة وتبديدها لمخاوف المشككين في قدرة الكادر اليمني في تنظيم وتنفيذ مثل هذه الدورات وجه الأخ رئيس الجامعة بتنظيم دورات مماثلة لأعضاء هيئة التدريس في كليات الجامعة الأخرى.

وقد تم في البدء تنظيم 7 دورات للتأهيل التربوي لأعضاء هيئة التدريس، أستاذ مساعد وأستاذ مشارك في كليات الهندسة والزراعة و الاقتصاد والحقوق، فضلا عن تنظيم ثلاث دورات أخرى لأعضاء هيئة التدريس المستجدة في جامعة عدن ليبلغ عدد الدورات التي تم تنظيمها حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 96/1997م خمس دورات للتأهيل التربوي فضلا عن تنظيم  أول دورة لمهارات الحاسوب لأعضاء هيئة التدريس في يوليو 1999م.

وعلى الرغم من الصعوبات التي واجهت تنفيذ هذه الدورات إلا أن الحماس الذي عبر عنه أعضاء هيئة التدريس وتفاعلهم النشط مع مختلف فعالياتها إضافة إلى ردود الأفعال الإيجابية في أوساط أعضاء هيئة التدريس الآخرين وسؤالهم الدائم عن إمكانية التحاقهم بهذه الدورات كان القوة الدافعة للاستمرار في تنظيم هذه الدورات.

وانتقل مركز الثقل في تنظيم الدورات بعد العام 96/1997 لتأهيل أعضاء هيئة التدريس المستجدة باعتبار أن حضور هذه الدورات متطلب أساسي لتثبيتهم ضمن قوام هيئة التدريس في الجامعة،  حيث تم تنظيم 22 دورة حتى فبراير 2010م، وبلغ عدد المشاركين فيها ما يقرب من (890)   عضو هيئة تدريس مستجدة، ثلاثة منهم لم يحصلوا على شهادات لعدم استيفائهم متطلبات الدورات.

وتتم عملية التدريب من خلال تنظيم فعاليات تعليمية نظرية وتطبيقية قصيرة يتم تنفيذها من خلال برنامج تدريبي يبلغ حظه الزمني 64 ساعة، ويتم تنفيذه بمعدل أربع ساعات يوميا ولمدة ثلاثة أسابيع متصلة.

  وقد تم تقييم برنامج الدورات من وجهة نظر أعضاء هيئة التدريس الذين شاركوا فيها وتم في ضوء نتائجه تطوير موضوعات البرنامج حيث تم حذف بعضها واستبدالها بأخرى وفقا لمقترحات أعضاء الهيئة التدريسية.

وعلى وفق برنامج التأهيل التربوي في جامعة عدن تسعى دورات التأهيل التربوي لأعضاء هيئة التدريس إلى  تحقيق الأهداف الآتية:

أهداف دورات التأهيل التربوي

 1. تعريف عضو هيئة التدريس بفلسفة التعليم الجامعي والوعي بوظائف الجامعة وأهدافها ودورها في خدمة المجتمع وتطويره.

 2. إلمام عضو هيئة التدريس بواجباته وحقوقه في الجامعة.

 3. استيعاب عضو هيئة التدريس لكفايات عضو هيئة التدريس الجامعي

 4. تعريف عضو هيئة التدريس على الأسس التربوية لتخطيط المناهج الدراسية وبصورة خاصة تصميم خطط المساقات الدراسية.

 5. اكتساب عضو هيئة التدريس لمهارات استخدام طرائق التدريس الحديثة في التعليم الجامعي.

 6. اكتساب عضو هيئة التدريس مهارات تقويم التعلم والإلمام بوسائله وتقنياته المختلفة.

 7. تدريب عضو هيئة التدريس على استخدام تقنيات التعليم.

 8. تطوير موقف عضو هيئة التدريس تجاه مهنة التعليم الجامعي.

المواضيع الرئيسة لدورات التأهيل التربوي:

1.      واجبات وحقوق عضو هيئة التدريس في جامعة عدن

2.      المناهج وتصميم المساق الدراسي

3.      مبادئ التدريس الجامعي

4.      طريقة المحاضرة

5.      طريقة السمنار

6.      تقويم التعلم

7.      تطبيقات في بناء اختبارات التحصيل

8.      ملف الإنجاز

9.      استخدام تكنولوجيا المعلومات في التعليم الجامعي

تنفيذ البرنامج:

ويتم تنفيذ أهداف برنامج التأهيل التربوي ومحتواه من خلال استخدام استراتيجيات تدريس متنوعة، كالمحاضرة المعدة والمصحوبة بالنقاش المنظم والموجه واستخدام تقنيات التعليم لتدعيم المحاضرات كجهاز عرض الشفافيات و الداتاشو. وفضلا عن ذلك يتم تكليف الدارسين بتمثل دور المدرس لتطبيق معارفهم في طرائق التدريس واستخدام تقنيات التعليم في مواقف تعليمية معينة. ويتم تنظيم ذلك على النحو التالي :

·       يتم تحديد 12 ساعة في الأيام الأخيرة للدورة لأغراض التدريب، بحيث يوزع الدارسين إلى مجموعتين أو أكثر بحسب عدد الملتحقين بالدورة، ويعطى لكل مشارك في الدورة فترة زمنية محددة لتقديم درس يعقبها نقاش جماعي في إطار المجموعة للأساليب والإجراءات الطرائقية التي استخدمها زميلهم لتحقيق أهداف درسه بما يخدم تثبيت معارف الدارسين وتعميقها وإتاحة المجال لتبادل الخبرات فيما بينهم، وبينهم وبين الأساتذة المكلفين بالإشراف عليهم.

·     تتم عملية التقييم باحتساب درجات لعضو هيئة التدريس على النحو التالي :

1.  التكليفات المطلوب (4 تكليفات) 20 × 4 = 80 %

2.  تكليفين إجباريين في :

 أولا- تصميم خطة المساق الدراسي.

 وثانيا- تقويم تعلم الطالب

3.  تكليفين يختارهم عضو هيئة التدريس من ضمن الموضوعات المقدمة في الدورة.

4.  التدريس  = 20 %

ويمكننا القول بأننا استكملنا تقريبا تدريب جميع أعضاء هيئة التدريس المستجدة المعينين حتى عام 2007، باستثناء عشرة منهم بعثوا للدراسة في الخارج، قبل تثبيتهم ضمن قوام هيئة التدريس في الجامعة.

كما بدأ المركز بتدريب مجموعة أعضاء هيئة التدريس المستجدة المعينين في عامي 2008/ 2009 بالخفض والإضافة بلغ عددهم  ثمانون مشاركا، ولا يزال 220 عضو هيئة تدريس مستجدة ينتظرون دورهم للالتحاق بإحدى دورات التأهيل التربوي وقد وضع المركز خطة عمل لتنظيم 6 دورات خلال هذا العام بدءا من يونيو وحتى سبتمبر.

ويتم اختيار أعضاء هيئة التدريس للالتحاق بالدورات وفقا لتسلسل رقم وتاريخ صدور قرار رئيس الجامعة بتعيينهم ماليا وإداريا في الجامعة.

ويقّدر المركز حاجة أعضاء هيئة التدريس للالتحاق بدورات التأهيل التربوي ويتعاطف معهم، إذ يتوقف عليها تثبيتهم ضمن قوام هيئة التدريس في الجامعة، فضلا عن مواصلة دراستهم العليا، إلا إننا نعتذر لهم في الوقت ذاته لعدم تمكنا من تلبية رغباتهم بتقديم موعد التحاقهم بالدورات تحقيقا لمبدأ المساواة بين جميع أعضاء هيئة التدريس.